[color=purple][font='Tahoma'][center]
[b]حسن
زار الرئيس المؤتمن
بعض ولايات الوطن.
وحين زار حيّنا
قال لنا:
هاتوا شكاواكم بصدقٍ في العلن
ولا تخافوا أحدا فقد مضى ذاك الزمن.
فقال صاحبي ((حسن)):
يا سيدي
أين الرغيف واللبن؟
وأين تأمين السكن؟
وأين توفير المهن؟
وأين من
يوفر الدواء للفقير دونما ثمن؟
يا سيدي لم نر من ذلك شيئا أبداً.
قال الرئيس في حزن:
أحرق ربي جسدي
أكلّ هذا حاصل في بلدي؟!
شكرا على صدقك في تنبيهنا يا ولدي
سوف ترى الخير غدا.
****
وبعد عام زارنا
ومرة ثانية قال لنا:
هاتوا شكاواكم بصدق في العلن.
ولا تخافوا أحدا
فقد مضى ذاك الزمن
لم يشتك الناس!
فقمت معلنا :
أين الرغيف واللبن ؟
وأين تأمين السكن ؟
وأين توفير المهن؟
وأين من
يوفر الدواء للفقير دونما ثمن؟
معذرة يا سيدي
وأين صاحبي ((حسن))؟!
الجريمة وَالعِقْاب
مَرَّةً ، قالَ أبي :
إنَّ الذُباب
لا يُعابْ .
إنَّهُ أفضَلُ مِنَّا
فَهوَ لا يقبَلُ مَنَّا
وهوَ لا ينكِصُ جُبْنا
وهوَ إنْ لم يلقَ ما يأكُلُ
يَستَوفِ الحسابْ
يُنشِبُ الأرجُلَ في الأرجُلِ
والأعيُنِ
والأيدي
وَيجتاحُ الرِّقَابْ .
فَلَهُ الجِلْدُ سِماطٌ
وَدَمُ الناسِ شَرابْ
مَرَّةً قالَ أبي . . .
لكنَّهُ قالَ وغابْ .
وَلقد طالَ الغيابْ !
* *
قيلَ لي انَّ أبي ماتَ غريقاً
في السَرابْ !
قيلَ : بلْ ماتَ بداءِ ( التراخوما ) !
قيلَ : جَرَّاءَ اصطدامٍ
بالضبابْ !
قيلَ ما قيلَ ، وما اكثر َما قيلَ
فراجَعنا أطبّاءَ الحكومَة
فأفادوا أنّها ليستْ ملومَة
ورأوا أنَّ أبى
أهلكَهُ "حَبُ الشَبابْ " !
__________________
الغَريبْ
كّلُّ ما في بلدتي
يَملأُ قلبي بالكَمَدْ .
بَلدتي غُربةُ روحٍ وجَسَدْ
غربةٌ من غيِر حَدّْ
غربةٌ فيها الملايينُ
وما فيها أحَدْ .
غربةٌ موصولةٌ
تبدأُ في المهْدِ
ولا عودةَ منها . . للأبدْ !
شِئتُ أن أغتالَ مَوتى
فَتسلّحتُ بِصوتي :
أيُّها الشِعرُ لقد طالَ الأمَدْ
أهلَكَتنْي غُربتي ، يا أيُّها الشِعرُ ،
فكُنْ أنتَ البَلَدْ .
نَجِّني من بلدةٍ لا صوتَ يَغشاها
سوى صوتَ السكوتْ !
أهلُها موتى يخافونَ المنايا
والقبورُ انتشرتْ فيها على شَكْلِ بُيوتْ
ماتَ حتّى الموتُ
.. والحاكمُ فيها لا يموتْ !
ذُرَّ صوتي ، أيُّها الشِعرُ ، بُروقاً
في مفازات ِالرَمَدْ .
صُبَّهُ رعداً على الصمتِ
وناراً في شرايينِ الَبَرْد .
ألقِهِ أفعى
إلى أفئدةِ الحُكّاِم تسعى
و افلِقِ البحرَ
و أطبِقْةُ على نَحْرِ الأساطيلِ
وأعناقِ المساطيلِ
وَطَهِّرْ من بقاياهُم قَذاراتِ الزَبَذْ .
إنَّ فرعونَ طغى ، يا أيُّها الشِعرُ ،
فأيقِظْ من رَقَدْ .
قُلْ هُوَاللهُ أحَدْ
قُلْ هُوَ اللهُ أحَدْ
قُلْ هُوَاللهُ أحَدْ .
****
قالَها الشِعرُ
وَمَدَّ الصوتَ ، والصوتُ نَفَذْ
وأتى من بَعْد بَعدْ
واهنَ الروحِ مُحاطأ بالرَصَدْ
فوقَ أشداقِ دراويشٍ
يَمُدُّونَ صدى صوتى على نحريَ
حبلا ًمن مَسَدْ
ويصيحونَ "مَدَ ْد"
__________________
تمرد
هتف الحائط: يكفي.
رأسك أندق
وقلبي تحت رجليك انفطر.
أنت مضفر؟
تمرد...
لو تمردت فهل اكثر من هذا الضرر؟
نحن مخلوقات كي نحضن شباكا وبابا
ولكي نحمل رفا وكتابا
ولكي نحمي الاسر
نحن يا مسمار لم نخلق لتعليق الصور
000
هبطت مطرقه...
رازغها المسمار، ادنته،
تنحي،
هبطت،
راغ،
أصابته، هبطت، قام قليلا.. وانكسر
000
خارج المنزل كانت صورة الغر الاغر
فوق اعناق الجماهير
وما بين اياديهم
وفي كل ممر.
والهتافات له هاطلة مثل المطر.
000
ضحك الحائط:
لانرضي بأن تحمل عارا
وإذا، يوما، حملناه اظطرارا
فعلي أيدي البشر.
الف شكر لك يارب علي أنا
حديد و حجر !
أدوار الاستحالة.
0 مراحل استحالة البعوضه :
بويضه..
دوية في يرقة
عذراء في شرنقه
بعوضة كاملة
...ثم تدور الحلقه.
0 مراحل استحالة المواطن :
بويضة
فنطفة معلقة
فمضغة مخلقة
فلحمة من ظلمة لظلمة منزلقة
فكتلة طرية بلفة مختلفة
فكائن مكتمل من اهل هذي المنطقه
فتهمة بالسرقة
او تهمة بالزندقة
اوتهمة بالهرطقة
فجثة راقصة تحت حبال المشنقة
وحولها سرب من البعوض
يغوص وسط لحمها
ويطرح البيوض
وللبيوض دورة استحالة موفقة
بويضة
دوية في يرقة
عذراء وسط شرنقة
بعوضة كاملة.....
حفلة شنق لاحقة
... ثم تدور .(الحلقة )!
مطلع
في ساعةٍ واحدةٍ
أَجمعُ خمسينَ سَنَةْ
أَزمنةً و أمكنة
وأَطرحُ الوجوهَ في وجوهها الملوّنةْ
مُخلِصةً ، وخائنةْ
ثائِرةً ، ومُذعنةْ
مِدينةً ، ودائِنةْ
وأضربُ الأرقامَ
إنْ لم تلبسِ المخالبْ
وأَلدغُ العقربَ بالعقاربْ
وأُنطِقُ الصمتَ بكُلِّ الألسنةْ
و انتضى جلْدَ السلاطيِن
نِعالاً لحفاةِ السلطنةْ ![/b]
[/center]
[/font][/color]