يايا توري.. باب بوبا ديوب.. أبدولاي فاي.. ، أسماء لاعبين أفارقة يعلمها كل من تابع مباريات بطولة كأس القارة الإفريقية الأخيرة.. لكن الجديد الذي ربما لا يعلمه غالبية الجماهير العربية أن هذه الأسماء كانت في الأصل عربية للاعبين مسلمين.
فعدد قليل من الجمهور يعرف أن يايا توري نجم خط وسط كوت ديفوار ونادي برشلونة الإسباني هو يحيى توري، وأن باب بوبا ديوب نجم خط وسط السنغال وبورتسموث الإنجليزي هو بابا أبو بكر ديوب، وأن الاسم الحقيقي لأبدولاي فاي نجم دفاع السنغال ونادي نيوكاسل الإنجليزي هو عبد الله فاي، بحسب ما ذكرت صحيفة الأهرام المصرية اليوم الإثنين.
قائمة اللاعبين المسلمين بكأس الأمم الإفريقية لم تقتصر على هؤلاء فقط بل ضمت أيضا لامين سيسي نجم وسط السنغال ونادي بورصاسبور التركي واسمه الحقيقي هو محمد الأمين سيسي، أما دريسا دياكيتي نجم وسط منتخب مالي ونادي نيس الفرنسي فاسمه الحقيقي إدريس دياكيتي.
أما الأمر الذي يمثل مفاجأة خاصة لغالبية المصريين هو أن "أمادو فلافيو نجم هجوم أنجولا والنادي الأهلي المصري هو في الواقع أحمد فلافيو حيث تحول اسمه بعد التشكيل بالفصحى وعدم وجود حرف الحاء في اللغة البرتغالية الرسمية لأنجولا إلى أمادو"، بحسب الصحيفة ذاتها نقلا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط.
عربية إسلامية
وفي تعليقه على الأمر يقول سليمان كوناتيه الطالب المالي بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر بالقاهرة: "الكثير لا يتخيلون أن أسماء اللاعبين بمنتخب مالي (التي تنطق مثلما ينطقها الفرنسيون) ما هي إلا أسماء عربية إسلامية".
وضرب مثلا لذلك بقوله: "البعض لا يعلم أن بوبا صديقي كوني نجم منتخب مالي هو في واقع الأمر أبو بكر الصدّيق كوني وأن سيدو كيتا نجم وسط المنتخب المحترف في نادي أشبيلية الإسباني هو سيد كيتا لكنه تحول إلى سيدو لاعتياد الأفارقة على استخدام الفصحى والتشكيل في الأسماء نظرا لتأثرهم بالقرآن الكريم الذي يحفظونه رغم عدم معرفتهم للغة العربية".
أما أمادو نبي موسي الطالب الغيني بذات الجامعة فيشير إلى أن "الاسيني قمارا نجم دفاع منتخب غينيا ونادي روديز الفرنسي هو الحسيني قمر".
وأرجع ذلك إلى صعوبة نطق بعض الأحرف العربية بالنسبة للأفارقة بشكل سليم مثل الحاء أو العين أو الهاء فينطقون الحسيني الاسيني مثلما تكتب بالفرنسية أو الإنجليزية.
رشاد شيتو طالب من بنين يدرس بالأزهر قال: إن ظاهرة تغير نطق الأسماء العربية منتشرة أيضا في منتخب بلده.
وعدد أمثلة لهذا قائلا: "إن أدجا موسي نجم دفاع منتخب بنين ونادي كريتاي الفرنسي هو في الأصل الحاج موسي.. أما رازاق أوموتويوسي مهاجم بنين ونادي هلسينبورج السويدي فهو رزاق أمة يوسف، في حين أن اسم موريتالا أوجوبيي نجم وسط منتخب بنين والنجم الساحلي التونسي هو ما يريده الله أوجوبيي".
ويشير محمدو تيجاني الطالب السنغالي بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر إلى أن منتخب بلاده هو الآخر يضم أسماء للاعبين مسلمين بقوله: "على سبيل المثال فإن هنري قامارا نجم هجوم منتخب السنغال ونادي ويست هام الإنجليزي هو هنري قمر فاسمه الأول فرنسي بينما لقب عائلته عربي تحول بعد كتابته بالفرنسية إلى قمارا".
وتابع: "إن أبيب باي نجم دفاع السنغال ونادي نيوكاسيل الإنجليزي هو في واقع الأمر حبيب بك باللغة العربية لكن عدم قدرة الأفارقة على نطق الحاء تجعل الحاء ألفا فيما تحول اسم بك إلى باي بالفرنسية".
يذكر أن رئيس مالي السابق (الرئيس الحالي للمفوضية الإفريقية) ألفا أومر كوناري يحرص كثيرا على أن يوضح للصحفيين العرب أن اسمه الحقيقي هو الفاروق عمر كوناري.
